الاثنين، 28 يناير 2013

قيادة المرأة للسيارة "تحليل شخصي"

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين : 
كم أزعجنا موضوع قيادة المرأة للسيارة وكم أخذ من أوقاتنا في مجالسنا ونقاشاتنا, ليس فقط في السعودية بل في العالم كله, حتى هنا في الولايات المتحدة الأمريكية كلما ناقشت شخصا ما لا بد أن يطري قيادة المرأة في السعودية حينما يعلم أني سعودي , والله منذ أول يوم لي في الولايات المتحدة عام 2011 تناقشت مع مدير فرع أحد البنوك الشهيرة وكان من ضمن النقاشات قيادة المرأة للسيارة , وأخر نقاش كان قبل أسبوع تقريبا كان مع أمريكي من أصل سعودي لا يتكلم العربية ولم يزر السعودية ولكنه ملتزما متدين ناقش معي موضوع قيادة المرأة للسيارة في السعودية , وكان كل شخص يناقشني في هذا الموضوع يعتبره ظلما للمرأة في السعودية ولكني رغم هذه النقاشات إلا أني غالبا أفوز بإقناع الطرف الأخر برأيي وربما ذلك يكون لأني أعطي تحليلا في جوانب عدة عن قيادة المرأة .
رأيي في هذا الموضوع مختلفا نوعا ما عن المؤيد والمعارض , سأذكر لكم وجهة نظري الشخصية حول الموضوع أولا ثم أذكر الأسباب وفي أخر المقالة سأتكلم عن توقعاتي الشخصية حول الموضوع .
رأيي وبكل شفافية أني لا أرى مانعا من قيادة المرأة للسيارة لوجود مشاكل كثيرة كتب عنها الكثير ولكن لا أرى أن قيادة المرأة للسيارة في السعودية وفي الوقت الحالي مناسبة فأنا معارض وبقوة أن تقود المرأة السيارة في الوقت الحالي وسأذكر الأسباب من وجهة نظر شخصية قد تكون خاطئة ولكني مقتنع فيها. 
أرى أن الأسباب كثيرة جدا وقد تستغربون من بعضها إلا أنها سبب من اسباب اقتناعي بهذا الرأي:
أولا : رغم أننا بلد الترليونات إلا أننا لا نملك تلك البنية التحتية من الشوارع والطرق والجسور والأنفاق والعقاب , رغم ألاف المشاريع التي نسمعها عن بناء الطرق إلا أننا ما زلنا في أزمة شوارع وإن وجدنا شارعا مميزا لا نجد تلك التي تسمى باللوحات الإرشادية المرورية بالشكل المناسب وفي المكان الصحيح , وإن ادعينا أننا نملك ذلك الشارع المتقن الوسيع الرحب ذو اللوحات الإرشادية المميزة الرائعة الصحيحة إلا أننا نجد أن مرتادي ذاك الشارع لا يلتزمون النظام !! فهنا نجد أن المشكلة متواترة متراكمة على عاتق الجميع في الوزارات والإدارات والشركات والسائقين أنفسهم.
ثانيا : رغم كل المشاريع التي تقام في كل رحاب بلادنا إلا أننا نلاحظ عدم التزام المرور والشركات المقاولة لمشاريع الطرق والمرور بالقياسات والأنظمة الصحيحة التي يجب الالتزام بها أثناء القيام بالمشاريع إلا أننا لا زلنا نراها تقام بشكل عشوائي للغاية والدليل الضحايا بالعشرات من العاملين والسائقين . وأيضا لو تحدثنا عن تطبيق أنظمة المرور لا نجد أن المواطن أو السائق بشكل عام هو أول المخالفين بل نجد أن بعض رجال الأمن والمرور لا يلتزمون بأبسط أنظمة المرور كالحزام والجوال وكلنا نرى ذلك بأعيننا وأيضا أعرف رجال أمن حينما يقودون سياراتهم الخاصة أجدهم أول المخالفين بدعوى أنهم زملاء لرجال الأمن الذين سيتغاضون عنهم!
ثالثا: قد أكون تحدثت عن رجال الأمن كثيرا ولكن دعوني أتحدث عن الرجال والشباب الذين هم الأن من يقود في شوارع المملكة فكم نرى من المتجاوزين للأنظمة والمخالفين للتعليمات بشكل فادح لدرجة أن النظامي يعتبر شاذا في هذا المجتمع . فلا نجد احتراما لحق الطريق ولا لسالكه. ونجد أيضا أن الرجال ينحرجون من تطبيق النظام أمام المعارف والأقارب والأصدقاء والأصحاب . وأيضا نجد أن كثيرا من الشباب لا يحترم حقوق الأخرين أثناء القيادة وما أكثر المشاكل التي نراها وغالب اسبابها مما ذكرت. 
رابعا: دعونا نتحدث عن السيارات ومواصفاتها ومعايير السلامة فيها نجد أن سياراتنا أبعد ما تكون عن معايير السلامة حتى في السيارات التابعة للأمن فلا طفاية حريق وكم نجد من الأنوار المحترقة وأيضا عدم فحص السيارات بشكل مناسب والقصص التي واجهتها كثير حتى مع سيارات الأمن. وأذكر حينما كنت في إحدى المحاكم في ولاية كاليفورنيا الأمريكية كان عددا كبير من المراجعين عند القضاة بسبب عدم التزام سياراتهم بمعايير السلامة.
خامسا : لا هيبة في السعودية أبدا لما يسمى برخصة السياقة فهي كغيرها من البطائق التي نحملها والدليل أن نسبة كبيرة جدا ممن يقودون سياراتهم بلا رخصة إلا درجة أن الأطفال يقودون في السعودية وبلا رخص ودليل آخر على عدم هيبة الرخصة أن نظام سحب الرخص لا يساوي شيئا بالنسبة للسعودي في السعودية رغم أني أراهم يتعاملون فيها بأمريكا وكأنها بطاقة التعريف الشخصي وهي كذلك ولكن هنا أشعر بهيبتها أقصد بأمريكا . ودليل أخر على أنه لا هيبة للرخصة ما نراه من واسطات في استخراج الرخص حتى أنها تصل إلى المنازل بدون تعب أو اختبار لبعض الناس وخاصة العسكر!! وهذا خطر كبير والدليل ما نراه كل يوم من حوادث وخسارات في الأرواح والأموال. هنا في أمريكا قد يرسب الشخص أكثر من خمس مرات ولا مجاملة أو واسطة في مثل هذه الاختبارات أبدا.
سادسا: نجد حاليا أزمة كبيرة في مواقف السيارات في كل مكان , عند المنازل والأسواق والمجمعات التجارية والمستشفيات والمراكز والدوائر الحكومية والجامعات والمدارس والكليات والشواطئ والأماكن الترفيهية. لا نجد مواقف كافية بغض النظر عن ردائتها وعدم صلاحيتها كمواقف سيارات. 
سابعا : دعوني أتحدث عن الطرق السريعة وما تقدمه من خدمات , كم أشعر بالقهر والحسرة حينما أقود السيارة في الطرق السريعة في السعودية ولا أجد خدمات الطريق بالمعنى الصحيح للخدمات, لا محطات انسانية ولا هلال أحمر ولا نقاط تجمع أمني للطوارئ والضحايا بالألاف سنويا . أذكر مرة أني كنت مع أهلي في طريقنا إلى جدة قبل عدة أعوام والله أننا قطعنا مسافة 200 كيلو بلا أي محطة وقود على الجانبين والله على ما أقول شهيد!!! فما رأيكم ؟؟ وقد قطعت قبل شهر مسافة أكثر من 2200 كيلو في الولايات المتحدة قطعت فيها عشرات المدن وعدد من الولايات وفوق كل هذا والله أني كنت وحيدا طول المسافة ولا أجد أي صعوبة تذكر بل والله أنها كانت من أجمل لحظات عمري .. كم أشعر بالقهر يا بلد الإسلام..
ثامنا واخيرا: لا أرى حاليا أن المجتمع السعودي يتقبل أن يرى النساء يقدن السيارات وذلك لأسباب عدة دينية واجتماعية وغيرها.. بالرغم أني أعلم بأماكن داخل السعودية يسمح فيها للمرأة بالقيادة علنا وحتى أمام الجهات الأمنية ورأيت ذلك بأم عيني .
أرى أنه في حال تجاوز كل العقبات التي ذكرتها في المجتمع السعودي ذلك الوقت يكون الوقت المناسب لمناقشة هذه القضية وخاصة بعد تجاوز الرجل السعودي لمراحل نفسية واجتماعية تسمح له بتقبل رؤية المرأة وهي تقود وأرى أنها مرحلة صعبة كمرحلة "الدشوش" في السعودية عام 1412 تقريبا .
توقعاتي حول القضية :
أتوقع والله أعلم أنه سيسمح بقيادة المرأة للسيارة قريبا في السعودية وسيغض المسؤولون النظر عما ذكرت من مشاكل حيث أنهم سيدركون حجم المشكلة بعد عدة سنين , وحين السماح لقيادة المرأة سنواجه :
أولا : مشاكل اجتماعية متفشية في العوائل السعودية ولن أدخل في التفاصيل بشكل عميق إلا أن أهل الاختصاص أعلم . وأتوقع أن تزيد نسبة الطلاق بالسعودية والقيادة ستكون سبابا مباشرا وغير مباشر في القضية.
ثانيا: سنواجه مشاكل مرورية جديدة تتراكم على ما ذكرت من مشاكل كالزحام وغيرها من ارتفاع نسبة الحوادث مما ينتج عنه خسارة بالمليارات لصيانة السيارات وذلك يؤدي إلى ارتفاع ارباح اصحاب الوكالات والورش والصناعيات بشكل عالي جدا .
ثالثا أرى أن نسبة الديون والقروض سترتفع بشكل مخيف وخطر على المجتمع السعودي فكثيرا من العوائل ستحتاج مزيدا من السيارات التي تجبرهم على الحصول على سيولات نقدية من البنوك وغيرها مما يسبب مشكلات اقتصادية جديدة وأيضا ارتفاعا في أرباح البنوك. 
رابعا: رغم كل هذا الا اني أتوقع أن نرى من كان يمانع من قيادة المرأة بعد سنوات يبحث عن واسطة لإصدار رخصة السياقة لبنته أو ما شابه , كما نرى حاليا من واسطات لتوظيف البنات بعدما كانت مواجهات عنيفة حول منع تعليم البنات. 
خامسا : أرى أنه سترتفع نسبة الذهاب للأسواق والأماكن العامة وأماكن الترفيه مما يشكل كما ذكرت مشكلات اجتماعية وايضا ارتفاع الحاجة إلى مواقف السيارات مما يسبب أزمة وأيضا سيكون ذلك جيدا لأصحاب المحلات , وزيادة التسوق وارتفاع نسبة زيارة الأماكن العامة سيجعلنا نحتاج لمزيدا من مراكز الهيئات ورجالها في كل مكان وكذلك الأمر مع رجال الأمن والمرور. 
أعترف أني اسرفت في التعبير عن وجهة نظر شخصية حول قيادة المرأة ولكني حاولت أن أذكرها بالتفصيل لتظهر وجهة نظري بشكل واضح من أغلب الجوانب.
أشكر كل من صرف شيئا من وقته ليقرأ وجهة نظري وأرحب بصدر رحب للغاية لوجهات نظركم وانتقاداتكم ولكم جزيل الشكر مجددا.

م/فيصل بن غازي البيشي 
جامعة ولاية واشنطن 
الولايات المتحدة الأمريكية 
27/01/2013

مع العلم أني لا أتوقع أن أسمح لنفسي بأن أرى أختي أو أمي أو بنتي أو احدى قريباتي وهي تقود سيارتها!!!

الخميس، 17 يناير 2013

المرأة السعودية وربطها فكريا بالإرهاب !!

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:
إن الله قد وعد بنصر الدين رغم أنف الكارهون وما أنا إلا جندي من جنود الإسلام , ومهما فعل أعداء هذا الدين إلا أنه منصور . 
رغم ما حدث بالأمس معي في الجامعة وقد كتبت نبذة عنه في حسابي بتويتر, ما زلت أجد المزيد في الجامعة تجاه الإسلام وربطه بالإرهاب كل يوم. دعوني أحكي لكم ما حدث أولا: 
ذهبت اليوم كالعادة إلى القاعة الدراسية لتلقي الدرس ولكن اليوم كان خفيفا علي حيث أن لدي محاضرتان فقط, الأولى في اللغة الإنجليزية والثانية في فن التعليم الجامعي. البارحة أرسلت لنا البروفيسورة التي تدرسنا اللغة الإنجليزية بريدا الكترونيا وطلبت منا أن نٌحضر كتابا مختلفا من أي مادة أخرى لتشرح لنا الطرق المثالية في قراءة الكتب المنهجية الجامعية باللغة الإنجليزية, فأحضرت معي كتاب مادة السياسة العالمية. اليوم , بدأت تقلب الكتب التي أحضرها الطلاب وتشرح لنا الفروق بين الكتب والمناهج المختلفة , فكانت تفتح الكتاب على أي قسم منه وتبدي لنا وجهة نظر مثالية في كيفية التعامل مع مثل هذه المواد وكيفية فهمها وتلخيصها. ولما جاء دوري أٌعجبت بداية بالكتاب ولما فتحت إحدى الأقسام صدفة فإذا بها تنصدم ! قبل أن تصدمنا جميعا!! حيث كان عنوان الفصل الذي فتحته "الإرهاب والعولمة" وكانت الصورة في خلفية هذا الموضوع امرأة سعودية منقبة! وخلفها علم السعودية الذي يحمل شهادة الحق!!
عرضت البروفيسورة الصفحة أمام الطلاب وصرخت عاليا !! هذا خطأ!! ما هذا؟! لماذا  هذا؟! لماذا يربطون الإرهاب بالمرأة المنقبة ؟! وقبل أن تتكلم حينما رأيت الصورة, احمر وجهي غضبا واعتراني شعورا غريبا قاهرا. ولكنها رغم هذا قالت هذا تخلف أن يربط المؤلف الإرهاب بالإسلام, ولم يكن بالفصل مسلمون غيري وطالبة سعودية أخرى. وبدأت البروفيسورة تبدي أسفها وتعتذر بلهجة شديدة تجاه ذلك. أعجبني تصرفها بالرغم أنها امرأة كبيرة بالسن," أتوقع أنها نصرانية", وهي تعيش في بلدة صغيرة مليئة بالكنائس, ولكنها تملك منصبا عاليا في الجامعة حيث أنها تعمل فيها منذ أكثر من 32 عاما وقد ألفت ثمان كتب منهجية إحداها يُدرس الان في جامعة هارفرد الأمريكية التي تعتبر من أقوى الجامعات في العالم. 
حينما انتهى الدرس, توجهت لي وقالت عطني الكتاب! فأعطيتها اياه وبدأت تقلب في صفحاته وسألتني من يُدرس هذا الكتاب؟ ما اسم المادة؟ وما رمزها؟ من المؤلف؟ وأعطيتها الإجابات وليتفاجأ الجميع أن المؤلف جامعة اكسفورد العالمية!! ولكن البروفيسورة بعد هذا سألتني هل رأيت هذه الصورة من قبل؟ قلت نعم وفي نفس الكتاب ولكنها كانت تحت اسم الأمن وليست تحت اسم الإرهاب "تناقض في الكتاب بعرض الصورة مرتين تحت اسمين متضادين". فقلت لها هذا يغضبني وهذا ليس عدلا فأمي تلبس هذا اللبس وأختي, وأهلي والمسلمات في كل مكان. فقالت: أعلم وأنا أعرف كثيرا من المسلمات المتعلمات المتنقبات حتى هنا في "بولمن" ولذلك أعلم أن هذا الربط الغريب خطأ. وشرحت لها أيضا ماذا حدث بالأمس. فقالت: أعلم حتى أن المسلمون تعرضوا للإرهاب هم ليسوا ارهابيون . ثم قالت مشكورة: سأتواصل مع إدارة الجامعة لإيجاد حل لهذه المشكلة وسأعمل ما بوسعي تجاه ذلك. وقالت لي أيضا: يجب عليك أن تقابل البروفيسور الذي يُدرس المادة وتوضح له الاشكالية وهذا يدل على حرصها, ولكني أحرص منها على عقيدتي ولذلك سأفعل أكثر مما في وسعي لإيضاح هذا الخطأ ودعم موقف الإسلام والمرأة السعودية بالتي هي أحسن وبإيضاح الصحيح أمام الطلاب في المادة وخاصة بعدما أقابل البروفيسور. ويعلم الله أني كلما واجهت شيئا من ذلك القبيل لا يزيدني إلا حماسا قوي للدفاع عن دين الله وتبيين الحق بأجمل وأفضل الطرق. اسأل الله عز وجل العون لي وأن ييسر أمري ويسهل مرادي تجاه نصرة الإسلام. 

وليعلم الجميع أن الإسلام مُحارب وهذا أنا قد قدمت لكم دليلا واضحا. أرجو من الجميع أن يعوا ما عليهم تجاه نصرة الإسلام. أرجو منكم دعواتكم وجهدكم لنصرة دين الله عز وجل. 

فلنقف صفا واحدا بأجمل الأساليب والطرق لنصرة دين الله. 



فيصل بن غازي البيشي  @FaisalAlbeshi 
جامعة ولاية واشنطن- بولمن 
16/01/2013
الصورة التي تحدثت عنها هنا




الخطوة الأولى من الست خطوات هي نشر هذه المقالة الكتورنيا 

الأحد، 13 يناير 2013

موقف وحل


بسم الله الرحمن الرحيم 

ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﺗﺸﻜﻴﻠﺍﺕ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺄﻣﻮﺍﺝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻨﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺎ ﻧﻆﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﻬﺒﻄ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻨﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺎﺭﺗﺪﺍﺩ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻓﻨﻬﺒﻄ ﺑﻤﺎ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻭﻗﺪ ﻧﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻴﺾ ﺣﺘﻰ ﻧﻆﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺘﺤﺴﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻠﺎ ﻧﻤﺴﻲ ﺇﻟﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺣﺎﻝ. ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺇﻟﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﻜﻢ ﻟﻨﺎ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻭﺷﺮﻉ ﻟﻨﺎ ﺧﻂﻮﺍﺕ ﻭﻃﺮﻕ ﻟﻨﺘﺠﻨﺐ ﺃﻭ ﻧﺘﺨﻂﻰ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ, ﻭﻛﻞ ﺷﻲء ﻧﺴﻠﻜﻪ ﺑﻨﻴﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻟﻦ ﻧﺠﺪ ﺇﻟﺎ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻠﻪ, ﻓﺈﻣﺎ ﺍﻟﺎﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ أو ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺠﻤﻌﻪ ﻟﻴﻮﻡ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﺎ نضرب له ﺣﺴﺎﺑﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺘﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺑﻤﻨﻆﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﺪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﺛﺎﻟﺚ , ﺇﻥ ﺣﻠﻞ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺄﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﻪ ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺴﻦ ﻭﺗﻂﺮﻕ ﻟﻪ بالشكل ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻘﺪ ﻳﻘﻔﺰ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﺎ ﻭﻳﺤﻠﻠﻪ ﺑﺴﻮﺀ ﻧﻴﻪ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻟﺎ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻭﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﺄﺳﻮﺍﺀ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺿﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺍﻭ  ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﺼﻠﺎﺣﻴﺔ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻩ أو ﻏﺾ ﺍﻟﻨﻆﺮ ﻋﻨﻪ, ﻓﻴﻬﺒﻄ ﺑﺎﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ﻭﻳﺪﻣﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﻳﺴﻴﻂﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ, ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﺩ التحليل ﻭﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﺠﺪ ﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺄﻟﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺍﻟﻮﺟﻊ ﻓﻲ ﺻﺪﺭه, ﻭﻟﺎ ﻳﺘﺨﻂﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻜﺮه ﻋﻦ ﺍﻟﺄﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻠﻠﻪ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﺍﺳﻮﺃﻩ ﻭﻫﻮ ﻟﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﻩ.
ﻭإﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﺎﻟﺚ, ﻓﻬﻮ ﻏﺾ ﺍﻟﻂﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﻋﺪم ﺍﻟﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺨﻂﻴﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻠﻒ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺄﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﺄﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻤﺮﺍﺩﻩ ﻭﻳﺠﺮﻱ ﺧﻠﻒ ﻃﻤﻮﺣﻪ ﻭﻟﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺗﻮﺍﻓﻪ ﺍﻟﺄﻣﻮﺭ ﺃﻭ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ و ﺍﻟﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ. ﻳﺤﻆﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﻧﻔﺴﻴﻪ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯﺍ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻤﺴﺎﻋﻴﻪ ﺧﻠﺎﻑ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻓﻲ ﻧﻫﺎﻳﺔ ﺣﺮﻭﻓﻲ ﺃﺭﻏﺐ ﺑﺄﻥ أﺑﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺷﻌﻮﺭﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺰﻥ , ﻭﺭﺿﺎﻧﺎ أو ﺳﺨﻂﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺎ أﻣﺮﺍ ﺑﻴﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺄﺣﻮﺍﻝ . ﺍﻟﺘﺨﻂﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﺻﺮﻑ ﺍﻟﻨﻆﺮ ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺎ ﺧﻂﻮﺍﺕ ﺃﻟﻬﻤﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻀﺤﺖ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻏﻴﺮﻫﺎ,,,
ﻟﺬﻟﻚ ﺩﻋﻚ ﻣﻤﺎ ﻟﺎ ﻳﻌﻨﻴﻚ ﻭﻟﺎ ﺗﺤﻠﻞ ﻣﺎ ﻟﺎ ﻳﺨﺼﻚ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻏﻴﺮﻙ ﺗﻜﺴﺐ ﺫﺍﺗﻚ ﻭﺗﺮﺗﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ.
ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻏﺎﺯﻱ ﺍﻟﺒﻴﺸﻲ
ﺍﻟﻮﻟﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺄﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
ﻭﻟﺎﻳﺔ ﻭﺍﺷﻨﻂﻦ
10/01/2013



ملخص الموضوع في ثلاث نقاط 

شخص يحلل المواقف من حوله بإيجابية ويجد شيئا من الراحة والسعادة 
شخص يحلل المواقف من حوله بسلبية ويجد الحزن والكدر
شخص لا يبالي بما حوله من مواقف لا تعنيه وأمور لا تهمه فيمضي وقته كله لتحقيق مراده وطموحاته 

(حسن النية )