الخميس، 30 أغسطس 2012

أسلمت.. ولله الحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

في بلاد الغربة وفي أرض بعيدة عن وطن الاسلام والمسلمين
وفي نهار يوم عادي كأي يوم من أيام الغربة
مجموعة شباب في شقة في وسط مجمع سكني
بعضهم خرج لشراء بعض الاحتياجات للطبخ
وآخر يجهز أغراضه فهو واصل منذ سويعات لبلد الغربة
وشخص خرج من الشقة للمسبح ليسرح بفكره بعيدا عن الازعاج
وكنت جالسا في فراشي واتصفح جديد النت والمواقع الاجتماعية واخر اخبار الوطن
في خلال هذه الأوقات
صديقنا عبدالله الذي خرج للمسبح وجد فتاة أمريكية جالسة في احدى الجلسات وكانت حزينة
وحينما رأت الفتاة والتي اسمها ناتاليا صديقنا عبدالله وحيدا , نادته وبدأت تشتكي له من حالتها
فتبين له انها مطرودة من بيتها لأن والدها أخرجها من المنزل لسبب لم تبينه
وبدأت تسأل عن البلاد التي هو قادم منها وماذا يفعل هنا في أمريكا
وحينما أبدى صديقنا استغرابه من طردها من منزل اهلها
استغربت هي وقالت الا يطردونكم من بيوتكم في السعودية ؟؟
فرد قائلا : لا فنحن مسلمين ولا نفعل هذا بل لن يخطر حتى ببالي أن أطرد ولدي من بيتي ولو بعد ثلاثين سنة
فاستغربت وبدأت تسأله عن الاسلام وتناقشه فيه
في هذه الأثناء خرجت من الشقة لكي اتفقد الصندوق البريدي الذي يقع بالقرب من المسبح
وحينما وصلت هناك وجدت عبدالله جالسا معها ولما رآني ناداني وقال لي تعال سريعا
فهي تريد الاسلام !!
فتوجهت لهم وسألتها عن حالها فقالت انا قد طردني والدي وهذا الحال سيستمر ليلة أو ليلتين وستعود الأمور لمجراها
فقال عبدالله لي : ناقشتني عن الاسلام وتريد أن تسلم
ففلت لها : هل ناقشتيه عن الاسلام وأعجبك الاسلام ؟
قالت : نعم
قلت : وماذا تعرفين عن الإسلام ؟
قالت : أعرف كلمة " الله " فقط
بدأت اشرح لها الاسلام واساسياته
فشرحت لها اننا نؤمن بالله وحده لا شريك له وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ولا نبي بعده وأن عيسى عبد الله ورسوله وأن امه هي مريم العذراء  , وان كتابنا المقدس هو القرآن الكريم وهو تنزيل من الله
واستغليت موقفها وبدأت أشرح لها محاسن الاسلام الاجتماعية
وشرحت لها علاقة البنت بأبوها والأخ بأخته والأم بابناءها
وشرحت لها ان المسلمين يساعدون بعضهم بعضا ويقف بعضهم مع بعض وحتى في أحنك الظروف
وبينت لها قوة الترابط الاجتماعي بين المسلمين في مشرق الأرض ومغربها
وأعطيتها مثالا لحالنا كشباب مسلمين في هذه الغربة
وكيف أننا نساعد بعضنا بعضا ونساند بعضا
وكنت كلما أوضحت لها شيئا زاد اندهاشها
وتسألني : هل فعلا أنكم هكذا حتى في بلدكم ؟
قلت لها في بلدنا كل شخص يقف مع أخيه المسلم
وأن غنينا يعطي فقيرنا
وأن كبيرنا يرحم صغيرنا
وقلت لها هل لديك سؤال محدد ؟
فقالت : ماذا بعد الموت ؟؟
بينت لها أن هناك جنة ونار وان الله عز وجل أمرنا بالصلاة والزكاة والطاعة لكي يدخلنا الجنة ويبعدنا من النار "أجارنا الله واياكم منها "
فقالت :هل تعملون كل طيب وتمتنعون عن كل سيء ؟
قلت لها : نعم وبكل تاكيد وشرحت لها اننا بشر نخطئ ونصيب وان الله رحيم بعباده يغفر لهم ان استغفروه
فسألتني : هل عندكم جرائم في بلدكم المسلم ؟
قلت: بكل تأكيد أن هناك جرائم ولكنها لا تعود للاسلام بصلة وانما هي اخطاء البشر وان تبنا غفر الله لنا
قالت : اذا هل تشربون الخمر أو الدخان ؟
أجبتها بأن الاسلام حرم الخمر في الدنيا وانا لا اشرب الخمر ولا أدخن
فاستغربت !!
فسألت عن الزواج ؟
فقلت لها : أنني كمسلم لا يحق لي أن أصادق فتاة كالرجل ولكن هناك طرق شرعية للزواج
فسألتني : هل المسلمين يمارسون الجنس قبل الزواج ؟
فبينت لها حال المسلمين في الزواج وانه لا بد له من عقد زواج بزوجته وشرحت لها أن هذا كله لم يكن عبثا وانما لفوائد كثيرة عددت لها بعضها
وكلما بينت لها شيئا كانت تسعد بهذا الدين وتريد المزيد
وقالت أن لديها صديقة مسلمة , ولكنها لم تقل لها هذا كله !!
فسألتها : هل تلبس الحجاب ؟
فقالت : نعم
فبدأت أبين لها أن المرأة يجب أن تتحجب وتغطي جسدها
وسألتني : هل عندكم كنائس ؟
قلت : نحن عندنا مساجد ويوجد مساجد كثيرة هنا قريبة
ودارت الأسئلة والأجوبة بيني وبينها
حتى سألتني السؤال الذي قشعر جسدي !!

كيف أدخل الإسلام ؟؟

فسألتها هل أنت متأكدة من رأيك وتريدين دخول الاسلام فأنا لا أريد أن تقولي اني اجبرتك عليه !
فردت : نعم وبكل جدية أريد أن أسلم الآن الآن
فقلت لها: يجب أن تنطقي الشهادة وتؤمنين بها
فقالت :انا مستعدة بذلك , علمني كيف أقولها
قلت : ولكن يجب أن تتحجبي .
قالت : أريد أن ادخل الاسلام فاتصل على صديقتي المسلمة وستساعدني بالحجاب
فتقشعر جسدي وكان وقت المغرب قد دخل
وقلت لها كرري خلفي بالعربية أولا ثم بالانجليزية
فلقنتها الشهادة وكنت حينها اكاد ابكي من الفرح
وكانت تقول بعدها : أنا سعيده , أنا سعيدة , أنا جدا سعيدة !!!
قلت لها : والله نحن اسعد وانت الآن أختنا في الاسلام , أنت الآن مسلمة !!
قالت انا سعيدة أريد أن أحضنك , فاعتذرت وقلت نحن مسلمين ولا نفعل ذلك
قالت : ولا المصافحة , قلت : ولا
وبدأت تسألني عن أهلي وكيف علاقتي معهم وهل أصافحهم وأعانقهم ؟
شرحت لها كل ما أرادت اجابة عنه بعد اسلامها ولله الحمد
وقالت أنا ذاهبة لصديقتي
قلت لها : اغتسلي وصلي وصديقتك ستعلمك ذلك
وبينت لها انها نقية كيوم ولدت وانها خالية من الذنوب وانها في اول يوم لها في الحياة الحقيقية
ثم ذهبت لصديقتها ونحن عندنا للشقة
وبشرنا الشباب فيها وانشرحت صدورهم لهذا الخبر
وما هي الا لحظات وارسلت لي رسالة للجوال
تقول
Thank you so much , I'm truly happy now being Muslim
شكرا جزيلا لك , أنا حقا سعيدة بأن اصبحت مسلمة
ثم لحظات وترسل
I can't remember the last time I was this happy. I can't thank you enough .
انا لا أتذكر آخر مرة كنت سعيدة كهذه السعادة , أنا لا استطيع شكرك بما يكفي
ولحظات أخرى وهي ترسل
My best friend is really happy she is crying , Allah is my god and only god .
أفضل صديقاتي "تقصد المسلمة" جدا سعيدة وهي تبكي الآن , الله هو إلهي فقط الله

وبعدها بقليل ترسل لي
I need to buy clothes to cover me ASAP
I'm feeling guilty i have to cover ASAP

أحتاج لشراء ملابس لأستتر في اسرع وقت ممكن
اشعر بالذنب , يجب أن أستتر في أقرب وقت

فذهبنا لمحل أزياء اسلامية واشترينا لها عباية وحجاب كهدية وأعطيتها كتاب عن شخصية المسلم
وقابلنها قريبة من بيت صديقتها وقد لبست جكيت لتغطي به رأسها
وأعطيناها الحجاب والكتاب كهدية فزادت فرحتها الضعف

وكانت طول الوقت ترسل لي رسائل شكر وتعبير عن سعادتها ومن ضمن رسائلها قالت
أخيرا وجدت السعادة والحب والاهتمام من الآخرين
أنا سعيدة أنا مسلمة

وبعدما قابلت صديقتها وأهلها جزاهم الله خيرا
شرحوا لها الصلاة وعلموها
وكانت طوال تلك الليلة تتعلم عن الاسلام اكثر واكثر
والآن ولله الحمد هي مسلمة واختنا بالاسلام
وستشارك في المركز الاسلامي القريب وقد شهرت باسلامها

اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
اللهم ثبتنا واياها على الاسلام وامتنا مسلمين
واجعل الجنة مثوانا وحرم جلودنا عن النار

صورتها بعد أن اسلمت وتحجبت
________________________
كتبه
فيصل البيشي