الأحد، 30 سبتمبر 2012

مع الخادمة !!!

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين : 
أصبحت العوائل السعودية هذه الأيام لا تخلى من العمالة المنزلية , وكل يوم تستقبل المطارات السعودية الكثير من هذه العمالة , وتغازلنا الصحافة كل يوم بخبر عن هذه العمالة وغالبا إن لم تكن دائما هذه الأخبار ضد صالح العمالة , ولكن انصتو لرأيي وأكرموني برأيكم .
لو سألنا أنفسنا سؤالا واحدا : لماذا تأتي الخادمة التي لم يتجاوز عمر بعضهن الثلاثون عاما , وتقطع القارات , وتعبر المطارات , وقد تجلس اليوم أو اليومان دون أكل ثم تعمل شهرا كاملا بمقابل أراه جدا بسيط ولا تستطيع جمعه كاملا , ثم ترجع بعد عامان أو أكثر وهي مشتاقة لأطفالها الذين هم فلذات كبدها , أو زوجها الذي تأنس به , أو أهلها الذين كدحوا هم أيضا من أجلها ؟ , لماذا تركز الصحافة دائما ضد العمالة المنزلية خاصة ؟ , أنا لست محاميا عنهم ولكن حُق علينا أن ندافع عن الصالح منهم وهم كثير . 
أرى أنه إن كان هناك مُصاب منهم فنحن السبب , كثير من العوائل لم تعامل الخادمة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل خدمه . الأم تنهرها , والأب يخاصمها , والابن قد يضربها, والبنت تتأمر عليها, والأطفال الصغار يذّكرونها بفلذات لها بعيدون عنها .
دعونا ننظر للخادمة من الجانب النفسي فهي في غربة اللغة والمكان والطعام والعادات والتقاليد وما أصعب الغربة واسألوني كمغترب . فلماذا لا نتحملها إذا أخطأت و ومستعد أن أحلف أن البعض يعاتبها على أفعال لم ترتكبها ويفعل بها مالا يُفعل حتى بالحيوان . إن الخادمة إنسان ولها فؤاد يرق , وقلب يحن , وعقل مشغول بما لها وعليها من التزامات الحياة التي أجبرتها على هذه المتاعب والمشاق . 
البعض يُحّمل الخادمة ما لا طاقة له هو به فما باله بامرأة ضعيفة مكسورة الخاطر , تكدح من أجل إطعام أهل لها . 
لا تجعلونا أمة تنظر للخدم نظرة احتقار وضيعة فلا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر .
ما أجمل تعامل بعض الأسر مع الخادمة حتى أن بعضهم يعاملها كفرد من أفراد الأسرة , وأنا أرى أنه يجب على الأسرة أن تميز الخادمة وتجعل لها مكانة محترمة تجعل كل فرد في المنزل ينظر لهذه الكادحة الباذلة نظرة احترام , كيف بذلت المستحيل لطلب بسيط . 
أحذر كل من ظلم له خادمة من دعوة مظلوم ولو كان كافرا تصل لأعدل الملوك عز وجل فتقلب الحال . 
ختاما , دعونا نغير ثقافة تعامل كفار قريش مع عبيدهم بتعامل الرُقي الذي علمنا إياه خير البشر صلى الله عليه وسلم , اعذروهم, تحملوهم, اصفحو عنهم , أكرموهم ولا تبخلو عليهم و أحسنو الظن بهم وإن أخطأوا فاعدلو, فهم بشر جاؤوا من أجل لقمة العيش . 


كتبه الطالب المبتعث المغترب 
فيصل بن غازي البيشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق